محسن الغلث الله يرحمه كان الحارس الشخصي للبوابه مدينة حايل في ذاك الوقت ... و هو ابن عم جدي سالم الغلث الله يرحمهم جميعا خلونا نتعرف و نشوف قصته في اول ظهور السياره ..
كان جلب السيارة الى أرض الجزيرة العربية أمراً 00عظيما وخطبا جسيما 00
لعدة أسباب منها عدم تقبل الناس في ذاك الوقت الى هذا الإختراع العجيب 00فكيف لحديد أن يسير ويحمل على ظهره الأثقال والناس 00
ويعد الأميرسعود ابن رشيد أمير المنطقة الشرقيه آنذاك أول من جلب السيارة الى الجزيرة العربية وقد كان ذلك عام 1915م/1334هـ تقريبا00
وإن كان هذا يحمل في طياته الغرابة الشديدة فإن ما حصل حين قدمت أول سيارة الى حائل لأشد فلنتابع ( محسن الغلث) رحمه الله حين شاهد أول سيارة قادمه الى حائل 00
=============================
كان محسن الغلث سائرا بمفرده في الصحراء ممتطيا ظهر ذلوله ، ميمماً بلدة حائل عاصمة إمارة آل رشيد وقتذاك 00
وكانت سيارة " المرسيدس " قادمة من الشام يقودها فتى تركي ، ويهديه السبيل نفر من أهالي بلدة حائل قاصدين في سبيلهم حائل ، وبمحض المصادفة التقى " محسن " والسيارة وجها لوجه في الصحراء على مسافة تبعد 10كم عن حائل وكان محسن لم يسمع بالسيارة من قبل ولو كان قد سمع فلن يصدق لأنه وغالب أقران عصره يعدون هذا من الشيطان فحين رآى محسن هذا المخلوق فرّ هاربا على ظهر ذلوله معتقدا أن ذلوله لن تخيب ظنه وستسبق هذا الكائن الشيطاني لكن ظنه خاب فقد جرى سريعا والسيارة تعدو خلفه 00
فلم يجد حينها بد من النزول من على ذلوله وفرّ هاربا على قدميه 00
وبينما هو كذلك إذ به يسمع من يناديه باسمه 00
- تعال يامحسن لا تخف نحن رفاقك 00أنا فلان وهذا فلان قادمين من الشام تعال فاخبرنا ماجرى لكم في غيابنا ؟
- ذهل محسن مما سمع فهو يعرف أصحابه ويعرف أنها لأصواتهم غير أن ما بداخله لا يستبعد أن يكون هناك شياطين تلبسوا أجساد رفاقه ليخادعوه فأخذ يتعوذ من الشيطان الرجيم ويتلوا بعض الآيات القرآنية 00ثم صوب البندقية تجاه ركاب السيارة وقال:
- أنا أعرف أن الأصوات والأشخاص هي أصوات وأشخاص فلان وفلان ، لكن الحقيقة هو أنكم شياطين استطعتم أن تتمثلوا بصوت وشخصيات رفاقي حتى تخادعوني ، ومضى محسن بحديثه قائلاً : ولكني أنذركم بأن لا تدنوا مني وإن دنوتم فإني سوف أطلق عليكم النار ، وأدافع دون دمي الى آخر نقطة منه0
- وقد ذهب الشياطين عن محسن عندما أصدر قراره النهائي واتجهوا نحو البلد ، وهذه المصيبة لم يحسب لها محسن حسابا ، وقد حاول أن يجهد ذلوله قاصدا أن يدخل البلاد ( حائل) قبل أن يلتهما هذا العفريت الذي سوف يلتهم البلاد ومن فيها ، لكن محاولته باءت بالفشل طبعا 0
- ولعل تفكير محسن بالسيارة ورأيه فيها كان هو الغالب والسائد ذاك الزمان ومن أوضح الأدله على ذلك أن تلك السيارة بعد ان انتهى وقودها أدخلت المستودع ، وبعدما احتل الملك عبدالعزيز أمارة آل رشيد في يوم 29/2/1340هـ كان المفترض أن يجلب وقود لهذه السيارة ليستعملها الملك ولكن الجنود المخلصين لم يتركوا للملك عبدالعزيز فرصة التفكير باستعمالها ، بل كان أول عمل مقدس تقربوا فيه الى الله هو أن حطموها على أنها من صنع الأبالسه تحطيما عنيفا لم يبق منها شيئا ولم يذر 0
من كتاب : لمحات عن التطور الفكري في جزيرة العرب في القرن العشرين
للإستاذ / فهد المارك رحمه الله