معظم الرجال حالهم كحال النساء يؤيدون تنظيم الأسرة، لكن الأفكار التقليدية حول أدوار ومسئوليات الرجال
عادة ما تكون عائق أمام مساعدتهم في الحصول على أفضل خدمات الصحة الإنجابية.
فالرجال عادة لا يعترفون بجهلهم فيما يتعلق بالأمور الجنسية أو الصحة الإنجابية، فمشاركة الرجال ودورهم في تنظيم الأسرة لا يؤهلهم المساهمة في تنظيم الأسرة لأنهم غائبين عن معرفة وسائل التنظيم بالقدر الكافي، ويتركون استخدام هذه الطرق لزوجاتهم فقط.
وبالطبع، فان الاتجاهات والسلوكيات الفردية بين الرجال تتفاوت، ولكن بشكل عام، فان الأدلة تشير إلى أن عددا من الرجال سوف يشاركون إذا واتتهم الفرصة لذلك.
Image 8121محمد 48 عاماً متزوج ولديه ولدين لا يوجد لديه أي مانع أو حرج من تناول موانع الحمل كالأدوية، أو ابر أو أي وسيلة أخرى لتنظيم وتحديد النسل، وقال" من المعروف أن هناك أثارا جانبية كثيرة على صحة ونفسية المرأة مما قد يؤثر على العلاقة الزوجية بين الزوجين، بالإضافة لعدم تقبل الزوج المرأة التي تعاني من مشكلة زيادة الوزن المستمرة جراء تناولها حبوب منع الحمل، فيجب أن تتوجه هذه الأساليب للرجل كون تأثره بموانع الحمل اقل كثيرا من تأثر المرأة."
أما ريان، والذي عبر عن رفضه لتناوله وزوجته الأدوية ويلجأ لإتباع أساليب أخرى:"أنا مع أساليب تنظيم النسل، لكن هذا عائد لنوع المانع المستخدم، فانا ارفض تناول الأدوية أو الإبر سواء لي أو لزوجتي، لذا نلجأ لاستخدام طرق وقاية أخرى".في إشارة منه إلى الوسائل التقليدية لذلك.
وفي العادة تلجأ معظم النساء لاستخدام وسائل متعددة لتنظيم الأسرة، فمنهم من يلجأ لاستخدام وسيلة اللولب أو تناول الحبوب الأحادية وحبوب منع الحمل المركبة بالإضافة للأكياس الواقية.
أما بالنسبة للوسائل الموجهة للرجال، فهناك العديد من الطرق والأساليب لمساندة المرأة في استخدام الموانع ومن ضمنها تناول الأدوية والإبر التي تؤثر فقط على الهرمون بالإضافة للعزل، واستخدام الواقي الذكري وعمليات ربط الحبل المنوي.
طبيب الأمراض النسائية والتوليد د. أنور أبو عدس بين لعمان نت الطرق التي يستطيع الرجال إتباعها لمساندة زوجاتهم في تنظيم الأسرة وآثارها الجانبية، وقال: "يمكن للرجال استخدام الواقي الذكري Condoms حيث يتم قذف السائل المنوي للرجل فيه، وعن أثاره الجانبية هناك إمكانية للحمل لان الواقي مصنوع من المطاط ويمكن أن يكون نفاث لذا فان هناك احتمالية تسريب الحيوانات المنوية من خلالها بالإضافة لقلة المتعة عند الرجل والمرأة، وتعتبر هذه الطريقة الأكثر انتشارا في العالم، بالإضافة إلى أنها تقي من الإصابة بالأمراض الجنسية الخطرة".
ويضيف د. أبو عدس:" هناك طريقة أخرى وهي ربط الحبل المنوي للرجل عن طريق الخضوع لعملية جراحية في كيس الصفن ويجب أن يأخذ الرجل أدوية لمدة ثلاثة أشهر بعد إجراء العملية، وهذه العملية تمنع الحمل بشكل دائم، لكن ليس بالشكل النهائي حيث يستطيع الرجل أن يقوم بتجميد الحيوانات المنوية وإجراء عملية أطفال أنابيب في المستقبل، او يمكنه اجراء عملية اخرى في المستقبل لفك الربط لكن نسبة نجاحها 15%".
وفيما يتعلق بتناول الأدوية والإبر يقول د. أبو عدس:"هناك دراسات كثيرة تشير إلى ان تناول الأدوية "كحبوب منع الحمل" لا تضر بالصحة لأنه تم توفير حبوب تخص الرجال ايضا، وهي تعتبر أدوية هرمونية يأخذها الرجل كما تأخذها المرأة ولا تزال قيد الدراسات".
المجلس الأعلى للسكان يقوم حاليا بتجهيز برنامج الصحة الإنجابية بالتعاون مع العديد من الجهات وذلك لتحقيق غايات الإستراتيجية الوطنية للسكان بغية تحسين خدمات الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة، ويتم هذا البرنامج من خلال رفع مستوى الوعي والمعرفة والتثقيف بقضايا الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة لدى السيدات في سن الإنجاب وسن الأمل.
وتم تخصيص جانب للتوعية للرجال ضمن هذه البرامج، بحسب مديرة البرامج في اتحاد المرأة الأردنية مكرّم عودة "يتم توعية الرجل من خلال برامج التوعية والمحاضرات التي تعطى خصيصا لطلاب الجامعات والمدارس، وتم عقد ورش عمل للمرشدين التربويين أيضا، حيث كان للرجل نصيب كبير في الحملات حتى يستطيع أن يوصل الرسالة".
ومن الجدير ذكره، أن الصحة الإنجابية تعرّف بأنها حالة رفاه كاملة بدنياً وعقلياً واجتماعياً في جميع الأمور المتعلقة بالجهاز التناسلي ووظائفه وعملياته وليست فقط السلامة من المرض.
ولاشك أن هذا المفهوم ينعكس تضمين دور مشاركة الرجال في تحقيق هذه الحالة من الرفاه الكامل إذ أن الأمور المتعلقة بالجهاز التناسلي ووظائفه وعملياته تشمل الحمل وتنظيم الإنجاب والأمراض المنقولة جنسياً وهي جميعها أمور بالطبع يشارك فيها الرجل مشاركة فعلية
منقووووووووووووول